قيل بالأمس القريب جدا ان ما يسمى بأمة العرب هي جسد بلا روح ,استمرأت الذل و الهوان على أيدي حكامها ,و في تفاعل غير مسبوق بين شعوب هذه الأمة و الإعلام الثقيل الذي كان يروج لهذه الأفكار عبر شخصيات تنتمي إلى (نخب) سياسية و دينية و فكرية و فنية و اقتصادية و اجتماعية ,انتفضت هذه الشعوب على حكامها و أسقطتهم ,لتكتشف مندهشة ان كل ما كان يروج,لم يكن سوى لعبة قذرة هي حلقة أخرى من حلقات التآمر على هذه الشعوب بطلها هذه المرة هي تلكم العائلات المتحكمة في دول الخليج المتحالفة مع قوى الاستكبار و الهيمنة و التي تملك اكبر الاحتياطات المالية و التي اصبحت بقدرة قادر عرابة الثورات العربية و تلك النخب التي باعت و مازالت تبيع ضمائرها و شرفها لمن يدفع حتى ولو كان الشيطان بعينه
في عالم اليوم ,لا مكان للقيم ولا للأخلاق و لا للمبادئ و لا للشرف و لا للضمير, إذ العملة الوحيدة المتداولة والمقبولة هي المصلحة و المصلحة فقط.
فمن اجل ان يبقى حكام الخليج متربعين على عروشهم يعيشون ترف قارون, تحرض الشعوب على قتل بعضها بعضا و تباع الأوطان و يتحالف حتى مع الشيطان,وعليه أقول
ايها الشعوب وحتى لا تداسوا تحت الأقدام, انتبهوا لدعاة الفتنة و الشنآن و دافعوا عن مصلحتكم دون سواها اخرجوا إلى الشوارع إن شئتم ولكن اخرجوا من اجل الدفاع عن مصالحكم
فأنا مع الشعب عندما يخرج مطالبا بحقه في العدالة و من اجل شفافية العملية الديمقراطية و التداول السلمي على السلطة ,و من اجل حقه في اجر يؤمن له حياتا كريمة,في بيت يؤويه,في عمل يكفيه ذل السؤال,أو في أي مطلب يحقق مصالحه المعبر عنها جماعيا,ولكنني استغرب من تلك الجماهير المستعدة للموت من اجل إن يصل غيرها إلى السلطة
فالذي يريد السلطة عليه ان يتقدم هو ومن يشاركه في المصلحة مطالبا بها لا ان يدفع غيره للموت من اجل ان يصل هو و زمرته المصلحية إلى السلطة او يبقى فيها
ففي عالم اليوم علينا ان نكون اكثر من يقضين و متنبهين إذ ان مرتزقة هذا العصر مندسون في كل مكان بعيدون عن أي خطر يهددهم فهم في نوادي الفكر و الأدب مرورا بقاعات التحرير في كبريات القنوات الاعلامية و الصحف العالمية الى رجال السياسة و الدين و الفكر, يبيعون و يشترون عملتهم الوحيدة مصالحهم و فقط,انهم مرتزقة هذا العصر فاحذروهم.