jeudi 18 février 2016

هلوسات رجل غريب

بينما كنت جالسا مع صديقي في مقهى الحي نتبادل الحديث كعادتنا عند انتهاء الدوام،و اذا بأحدهم لا نعرفه و ليس من سكان الحي يأخذ مقعدا و يجلس معنا دون استأذان.
استغربنا هذا السلوك و لكننا لم نقل شيئا، و بعد مدة قصيرة بدأ هذا الغريب في الحديث قائلا: ربما كنت مجنونا و ربما لا، و لكنني أؤمن بأن حياتنا الدنيوية هذه التي نحياها جميعا، ليست في الحقيقة سوى منام او حلم يبدو لنا اننا نعيشه يقضة و لكن ما هو الا عودة بذاكرتنا الى الوراء او ان شئت قل "فلاش باك" كما في السينما، فنحن في حقيقة الأمر نعيش في العالم الأزلي و ما حياتنا الدنيا الا كشف حساب امام الخالق عز و جل، نستعرض امامه هذه الحياة بأدق تفاصيلها ليكون الثواب و العقاب.
هل عرفت بان الله فوق الزمان و فوق المكان، فهو موجود في الماضي السحيق و هو موجود في حاضرنا الذي نحيا و هو ايضا موجود في المستقبل هناك في الأزل حيث وجودنا الحقيقي..
و لما فرغ الغريب من كلامه، نظر الي صديقي باستغراب واضح و هو يقول: لا حول و لاقوة الا بالله، ليسأل الغريب مباشرة و كأنه اعجب بكلامه: و كيف لا نشعر باننا هناك في الآخرة و في يوم الحساب؟ ثم ما معنى الموت اذا؟
فرد الغريب على صاحبي، و هل يشعر النائم بانه نائم، ثم اما عرفت بأن الناس نيام فأذا ما توا استفاقوا، قال هذا و انصرف.