jeudi 4 juillet 2013

التجربة المصرية في التعبئة الجماهيرية.


أجمل و أروع ما يشد الانتباه و بثلج الصدر و يفتح الآفاق رحبة أمام شعوب المنطقة العربية  في تجربة الشعب المصري مع حكم الأخوان, هو ذلك الإصرار و ذلك الاندفاع الواعي  للشباب المصري في تعبئة الجماهير الشعبية, سلاحه الوحيد في ذلك الحجة العقلية المنطقية التي تثبت بما لا يدعو مجالا لأي شك, أن الاستمرار مع حكم الأخوان هو عملية انتحارية عبثية كان من شأنها أن ترهن مستقبل أجيال بكاملها باسم الشرعية و الشريعة كما يفهما الأخوان.
و لأن استعمل الأخوان في مصر و الإسلاميون في الجزائر و غيرها من البلاد العربية, الإغراءات المادية و الاحتكار الغير مبرر للخطاب الديني في كسب أصوات الناخبين و حتى الترهيب و الوعيد, فان شباب الثورة في مصر لم يلجأ قط إلى تلك الأساليب الديماغوجية الرخيصة احتراما للعقول و إكبارا للضمائر, بل استعان بمواطنة المواطن و بروح الدين و التدين التي ترفض احتكار "ألأيمان" و تعتبره حقا مشاعا للجميع. .

إن الجماهير الشعبية التي خرجت ذات يوم رافضة نظم الاستبداد متحدية طاغوت الوصاية على مصائر الشعوب, والتي استطاعت أن تكسر حاجز الخوف من الهمجية البوليسية, هي نفسها اليوم التي خرجت تتحدى منظومات الاحتكار بكل أشكالها, الدينية منها و السياسية و الفكرية و التي طالما وعدت و أخلفت, لتقول للعالم أجمع بأن الشعوب إذا ما احترمت قواعد اللعبة الديمقراطية لقادرة على صنع مستقبلها بيدها دونما وصاية