mercredi 4 mai 2016

اعترافات تائب من الحياة:
سألته من يلهمك؟
فأجابني معترفا,
نفسي لا تلهمني و لا تبوح بالعقد,
حركاتي كما السكون لا تلهمني و لا الجسد,
فانا لا اجد الهامي في ذاتي بل عند الآخر,
في حركاته و آهاته,
وفي نظراته و قول العيون,
وفي تضاريس اجساد النساء,
و احاديث خلوتهن و الشجون,
فهؤلاء يا سيدي هم غيري و الهامي,
بهم اكتشف غور نفسي الدفين
و اسرار العالم و لغز الكون,
فلو لا هم , ما كنت انا
هؤلاء هم اناي الآخر, ذلك المجهول,
المختبئ وراء زيف العيش و عبث الحياة,
هؤلاء هم انا, في ثوب متدين كره الحياة,
لا يرى ربه الا في الآخر و شغفه بالعطاء,
هؤلاء هم انا, بزي عسكري يتباهى و يخطب في الناس,
لا اريكم الا ما ارى,
هؤلاء هم انا, جماهير تصفق كالبلهاء,
هؤلاء هم انا, لم يعد يرى في الأوطان حبا و خبزا
و ترابا و ماء, فاستحالت عنده رمادا و غدرا بالطفولة و الأبناء,
هؤلاء هم انا, المغيب عقله بطلاسم الفقهاء
و باحاديث الساسة و نفاق الأغبياء,
هؤلاء هم انا, بلا قلب و لا رحمة, اشتهي الموت و الفناء,
هؤلاء هم انا الهارب من جحيم نفسه
الى حيث الخضرة و الماء,
هؤلاء هم انا الفار من قمع نفسه,
الى حيث انهار العسل المصفى و لذة الخمر و طيب النساء,
هؤلاء هم انا المفتون الأبدي بتضاريس النساء
بالعبث الطفولي للنساء
بالغيرة المضحكة للنساء
كيف لا احن الى امي
و لو لا هي لما كنت انا
هؤلاء هم انا, التائب من الحياة

هؤلاء هم انا, العائد الى السماء

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire